Sunday, November 29, 2009

A story/هاحكي حكاية


هاحكي حكاية


واقف علي السد العالي أتأمل ،أتأمل في هذا البناء العظيم الذي شيد رغم العالم كله ،مثبتا مدي قوة وشجاعة المصري . لكني أتطلع الي البعيد حيث النهر العظيم ،نهر النيل ،هذا الذي عاش الاف السنين ونقل الحضارة ،المكان الذي تطلع ،واعجب وأرهب به جميع من مروا بهذه الارض . وقلت لننزل ونجوب هذا النهر حتي الشمال .ولا ألبث الا ان أجد نفسي في أسوان والاقصر . واقف متعجب ، اي فخر هذا ،اي عظمة تلك ،لكني لم أكن انظر الي الاثار ،رغم روعتها وجمالها مما تعبر عنه كل هذه السنين ،لكني نظرت هذا الرجل العجوز ،سائق الهنتور ،وهو يمختر هذان السائحان في الخلف ،يسمعهم الاغاني القديمة ،المشيرة الي الحب وهم مستمتعان بروعة وهدوء النيل ،ورأيت ايضا هؤلاء الصبية الذين يلعبون حول الاثار ،يلعبون الغميضة ويا لجمال اثارها القبطية وروعة مياهها الجوفية ،والناس يصلوا هنا ،ثما يذهبوا ليستجموا هناك ،والشمس تداعب تلك الفتاة الصغيرة وهي تقفز في الماء . ثم استوقفت شمالا قليلا ناظرا الجهة الاخري ،هذا الفلاح يحرث الارض ،واولاده حوله يضحكون ،يغنون ،نعم يتعبون ،لكن بعزم ثابتون ،منتظرين وقف الحصاد ،وما اجمل هذا المنظر هؤلاء الاولاد يركضون نحو المدرسة مهمين بالدراسة ،لكنهم ينظرون معي مع من رأيته ،هذا الطبيب الذي يجتمع حوله اهل القرية ،كان في تلك المدرسة يوما والان يفتخر به والده الذي يجلس جواره وهو يعلم قريته ويوعيهم .ثم صعدت الي الشمال قليلا لأجد نفسي انظر نحو الغرب ،نحو البحر الاحمر ،شاطيء يجتمع حوله الاجنبي والمصري يلعبون ،يتسامرون ،يغصون ،ويصورون .لكني اتجه نحو الشمال نحو تلك الاديرة ،يمين ويسار سامع الحان التماجيد والصلوات والتأملات والبركات ،يشدني رائحة البخور ،وحنو الرهبان متأملا ....في اي مدي حمت مصر هذا الايمان .وقد جاء الغروب ،ها انا واقف بجوار ثلاث جبال تداعبها الشمس الحمراء ،لكنها تقف شامخة ترمز الي مدي خوف الانسان من الموت ،لكنها تذكرنا بسر الحياة الخالدة ،رافعين ضوء مصر الي العالم كله .وقد جاء الليل وانا في العاصمة ،انظر يمين يسار ،نحو هذا المحاسب البارع الذي انقذ شركته من خسائر ،ونحو المهندس المتأمل انجازه في هذا البناء ،ونحو الطبيب الذي داوي الم مريضه ،ونحو المحامي الذي براء هذا المظلوم ...اراهم يرجعون الي منازلهم ،فرحين باستقبال عائلتهم لهم ،يا لهذا المنظر من امل . ثم طلع الفجر وقد وصلت الي ضفة البحر المتوسط ،وقد مررت بالدلتا وقد بدأ المزارعين بجمع حصادهم الذي جاء اوانه ثم انظر الي اليمين نحو صحراء سيناء متذكرا ما عندي من الالام لكن لا يلبث هذا الألم ان يزول مع بهجتي بهذا التقدم والرخاء الذي يدب فيها بحياة ،علي جانب تلك القناة التي تدمج الشمال بالجنوب لهذا العالم ،واخيرا انظر يسارا نحو بلد الاسكندر معجب بقلعتها ومكتبتها وسعادة مصيفيها من فئات الشعب كله ،مجتمعين علي فطور شاطئي جميل ،ثم انظر نحو البحر الذي يداعب الشروق اتاما فيما رأيته في رحلتي واري اخرون قادمون من بعيد من بلاد اخري ليروا ما رأيت يأخذوا صورة ويذهبوا ليحكوا ،اي براعة وجمال في تلك البلاد التي تحضن النيل .

آه ....نسيت ان أخبركم من هذا الذي احكي حكايته هذه هي حكايتي، وحكايتك حكاية واحد اتولد هنا وسمع دق الهون في سبوعه ،وأتعمد بعديها بكام يوم ،حكاية واحد شرب وأكل ولعب هنا ،حكاية واحد لعب مع أصحابه هنا ،ضحك معاهم وبكي معاهم وشاركهم احلي لحظاته ،حكاية واحد اول مرة حب لما شاف زميلته وهو بيبصلها بأبتسامة ،حكاية واحد قعد مع اصحابه واهله يتسمروا ساعة عصاري وحتي الفجر ،حكاية واحد لما سافر بره ،وسالوه .... قال لهم بكل فخر انا مصري

دي حكاية واحد شرب من نيلها ... حكاية واحد عاش في مصر .......