مع نهاية العام وقرب عام جديد يوجد دائما ما يشغلنا من افكار ،اذ كانت مواعيد ،اعياد ،برامج ،اصدقاء ،...الي اخره . ولكن معظمنا ينسي سؤال هام جدا ،كيف كان عامي هذا ؟ أو هل كان عاما جيدا مثمرا لي وللآخريين ؟ وطبعا هل نمت علاقتي بالله ؟؟صديقي ان لم تكن قد سألت نفسك هذه الأسئلة سابقا فاعلم ان العام كان مثل قبله بلا تغيير اي انك لم تعيشه علي الاطلاق ،لا تستغرب فالزارع يعرف متي يزرع ومتي يحصد من تغيير المواسم ،فاذن بدون تغيير لا يوجد حياة . وللتغيير عليك المرور بشيئين بالماضي (اي عامك السابق ) وبالمستقبل (اي التخطيط لأهدافك لسنة مقبلة ) كيف ذلك ؟!
اولا : الماضي ،نبدأ بمحاسبة النفس ،اذا لم يري الطبيب الجروح فلن يستطيع ان يضمدها ،اذا اردت التغيير للأفضل عليك التنقيب عن اخطائك طول هذه السنة وبخاصة المتكررة والتي تتعبك ،ثم تري ما هو سببها او ماذا جعلك تقع فيها اصلا ،وهذا يدخلنا للوم النفس ،فلا تقول لنفسك السبب الاخريين او البيئة او المجتمع او ...... الي اخره بل عليك ان تكون صادقا مع نفسك ،فلا يوجد احد يسمعك الا نفسك فمن من او ماذا الأحراج . ليس فقط اخطائك بل ايضا ان وجدت اهداف أو أشياء اخري اردت القيام بها ولم تستطع فأعرفها جيدا وأفحص ما كانت المعوقات ،وتكون الحقيقة فعلا ،فالانسان ان سقط في الحفرة يتألم ويحزن لما أصابه ،ولكن مع مرور الوقت تضمد الجراحات وينسي الآلم والحزن فلا يتبقي الا خبراته في السقوط ،فعندما يمر من نفس الطريق لا يعد يسقط في الحفرة .
نأتي الي المستقبل ،بما استنتجته من جلستك لفحص الماضي تختار نقاط تصلحها في علاقتك بالله ،تحسنها في شخصيتك ،هدف تريد الوصول اليه .ثم تكتبهم في ورقة تحفظها في مكان امن الي نهاية العام ،عليك ان تكون واقعيا ايضا مثلا لا تكتب خمسون نقطة ثم تقول اريد فعل هذا كله بل عليك بمعرفة قدراتك والله سيكون معين لك ،ثم لا تنس ايضا ان تضيف كيف تنجح هذه النقاط مثلا ان اردت تعلم مهارة جديدة فاعرف اين بأمكانك ذلك لا تقول اريد هذا وكفي . أذكر مرة وأنا في ثالثة ثانوي جعلونا نكتب في ورقة أهدافنا ثم نضعها في ظرف ونأخذه في اخر العام ،وأذكر اني كتبت سبع نقاط لكني لم أنفذ منهم الا خمس لاني وضعتهما أمامي من أول السنة ،اما الاثنين الباقيين فدرست ماذا أفعل لأحققهم ثم وضعت لنفسي في السنة المقبلة هذين الهدفيين وقد حققتهما -بنعمة ربنا- .في النهاية اقول ان جلسة مع النفس ومع الله نصف ساعة أو أكثر قليلا يمكن ان تثمر سنتك القادمة وبهذا استفدنا بالماضي وبالمستقبل وقد مررت بالتغيير ،ولا تحزنوا ان سقط شيء أو شيئين أو انكم لم تقوموا بشيء هذه السنة فهذا لن يعيد الوقت الذي مضي ولكن الغد آتي بعد ،وهو صفحة بيضاء ،فتري ماذا سنكتب فيها .اخيرا ليكن شعارنا هذه السنة وكل سنة من عمرنا : " ليت هذه السنة الجديدة تكون أحسن سنوات العمر " (البابا شنودة الثالث )
